الجزائر ترفع التحدي بتنظيم دورة ناجحة بكل المقاييس لالعاب البحر الأبيض المتوسط
تعد الطبعة ال19 لالعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها وهران (25 يونيو-6 يوليو) الحدث الأبرز على الساحة الرياضية الجزائرية خلال سنة 2022 و الذي حققت فيه النخبة الوطنية أكبر حصيلة في تاريخ الألعاب بحصد مجموع 53 ميدالية منها 20 ذهبية, 17 فضية و 16 برونزية.
فعلى الصعيد الرياضي, عجت قاعات و ميادين وهران بخيرة الرياضيين المتواجدين في الحوض المتوسطي تنافسوا طيلة أسبوعين من الزمن على تحقيق نتائج ترقى إلى طموحات بلدانها, مثلما كان الشأن للبعثة الايطالية التي تربعت على الترتيب العام للألعاب بمجموع 159 ميدالية (48 ذهبية, 50 فضية, 61 برونزية), متقدمة تركيا ب108 ميدالية (45 ذهبية, 26 فضية, 37 برونزية) و فرنسا بمجموع 81 ميدالية (21 ذهبية, 24 فضية, 36 برونزية).
و بحصاد قوامه 53 ميدالية (20 ذهبية, 17 فضية, 16 برونزية), أنهت الجزائر الدورة في الصف الرابع, محققة أحسن حصيلة في تاريخ مشاركتها في هذا الحدث الرياضي, ماحية بذلك خيبة دورة 2002 بتونس التي اكتفت خلالها برصيد 32 ميدالية (10 ذهبيات, 10 فضيات و 12 برونزية).
وعليه, ستبقى المشاركة ال15 للجزائر في الطبعة الـ19 للألعاب المتوسطية « الأحسن على الإطلاق وعالقة في أذهان الرياضيين الجزائريين » سواء منهم الذكور بـ38 ميدالية (13 ذهبية, 14 فضية, 11 برونزية) أو الإناث ب15 ميدالية (7 ذهبية, 3 فضية, 5 برونزية).
ولم تحد ألعاب القوى و الملاكمة عن عادتيهما في تشريف الجزائر, من خلال نيلهما لـ13 ميدالية منها خمس (5) ذهبيات, الأولى بفضل وجوه جديدة مثل جمال سجاتي (800م) وبلال عافر (القفز العالي) أو ياسر محمد تريكي (القفز الثلاثي), فيما برزت سيدات الملاكمة في أول مشاركة لهن, بنيل ذهبيات بواسطة (رميساء بوعلام, حجيلة خليف, إيمان خليف), وفضية وبرونزية.
كما سجل الكراتي-دو هو الآخر مشاركة مشرفة بتتويجه بأربع ذهبيات بفضل أوسامة زايد (-75كغ), سيليا ويكان (-50كغ), لويزة أبو ريش (-55كغ) و شيماء ميدي (-61 كغ) وفضيتين.
وعلى غرار الاختصاصات السالفة الذكر, تمكنت رياضة السباحة الجزائرية من كتابة اسمها في سجل الألعاب عن طريق جواد صيود صاحب ثلاث ميداليات, منها ذهبية ال200م سباحة حرة وفضية ال100م/فراشة و برونزية ال200م/فراشة.
من جهتها, حسنت رياضة رفع الأثقال نتائجها بحصولها على خمس (5) ميداليات مثلها مثل المصارعة المشتركة التي برزت بنيلها ثلاث ميداليات منها ذهبية سيد علي عزارة (في الإغريقية-الرومانية).
بدورها, دخلت بعض الاختصاصات الأخرى تاريخ الألعاب المتوسطية بنيلها لأولى ميدالياتها, على غرار كرة الريشة بفضل الزوجي ذكور(كسيلة معمري و يوسف صبري مدال) و المسايفة بفضل سوسن بوضياف (السيف) و الرافل بفضية لامية عيساوي و برونزية الزوجي (شهرزاد شيباني و لامية عيساوي).
بالمقابل وخلافا للتوقعات, لم ترق بعض الرياضات الأخرى مثل التنس و الدراجات و التاي كواندو و الفروسية و الرياضات الجماعية إلى التطلعات بعد خروجها مبكرا من المنافسة.
رهان ناجح أيضا في جوانب أخرى
وما ساهم أيضا وبشكل كبير في إنجاح طبعة وهران التي جمعت خيرة رياضيي الحوض المتوسطي, هو التنظيم الذي كان بمثابة تحدي كبير للجزائر ومنحها درجة « مبهر إلى حد بعيد » بشهادة الحاضرين وذلك بفضل الإمكانيات البشرية و المادية الهائلة التي سخرتها الدولة من أجل ضمان نجاح منافسة غابت الجزائر عن تنظيمها منذ عام 1975, تاريخ احتضانها الطبعة السابعة.
فبعد تأجيلها بسنة واحدة بسبب تداعيات فيروس كورونا « كوفيد-19 », عرفت ألعاب وهران التي جند لها 4000 متطوع من مختلف الفئات العمرية, مشاركة 5000 فرد بين رياضي و مرافق مثلوا 26 دولة و تنافسوا في 24 اختصاصا.
ومن الأمور التي عكست بحق نجاح الدورة, التغطية الإعلامية الكبيرة و المميزة لجميع فعالياتها, حيث عرفت اعتماد 2000 صحفي منهم 1596 ممثلا للصحافة الوطنية بمختلف أشكالها (مكتوبة و مرئية و إلكترونية) و 472 ممثلا عن الصحافة الأجنبية.
وعموما ومهما تباينت التقييمات الخاصة بالنتائج, فان المؤكد هو أن الطبعة ال19 من الدورة المتوسطية كانت ناجحة على جميع المستويات وكانت بحق فرصة لكل المشاركين فيها للتعرف عن قرب على القدرات التنظيمية للجزائر بشهادة الداني و القاصي, وأهم من هذا وذاك كشفت عن لحمة جزائرية خالصة منقطعة النظير, بعد تبني سكان وهران للحدث بطريقة عفوية جعلتهم يشعرون بإلزامية المشاركة في إنجاح هذه التظاهرة الكبرى.
و بفضل هذا النجاح الذي رافقه بروز أبطال جدد, يحق للجزائر اليوم الطموح في تحقيق نتائج أحسن في المواعيد التنافسية المقبلة أبرزها الألعاب الاولمبية-2024 بباريس.
وعلى المستوى التنظيمي، سمح الموعد للجزائر بترسيخ خبراتها في الميدان، وهي تستعد لتأكيد ذلك في بطولة الأمم الأفريقية للاعبين المحليين لكرة القدم التي ستنظمها في يناير، حيث سيكون من الضروري عدم إهمال أي تفصيل لأن نجاح الدورة تمكن الجزائر من تدعيم ملفاتها وأحقيقتها في استضافة أحداث هامة مستقبلية بما في ذلك كأس إفريقيا للأمم 2025.