الخضر » في مستوى تصاعدي قبل مباراة السنغال في النهائي
أكد المنتخب الوطني لكرة القدم مستواه التصاعدي خلال البطولة الافريقية للمحليين (شان) بعد الفوز الباهر الذي حققه مساء أمس الثلاثاء بوهران ضد نظيره النيجري بخماسية نظيفة لحساب الدور نصف النهائي للمنافسة القارية، ليضرب موعدا للسنغال السبت المقبل بملهب نيلسون مانديلا (سا 30ر20) بالجزائر العاصمة من أجل التتويج بلقب تاريخي للجزائر في هذه البطولة.
ورغم فوز أشبال المدرب مجيد بوقرة بكامل مبارياتهم الأربع التي سبقت المربع الذهبي، إلا أن ذلك لم يكن مقنعا لأنصارهم التواقين لانتزاع التاج الإفريقية سيما في ظل إجراء المسابقة بالجزائر.
ولعل ما تسبب في قلق الأنصار عموما، هو المستوى المتذبذب الذي ظهره به المنتخب في المقابلات الأولى التي فازوا بها بشق الأنفس وبهدف نظيف في كل منها، قبل أن يقدموا ضد النيجر أفضل أداء لهم منذ بداية »الشان »، متخطين بقوة عقبة المنافس الذي فاجأ الجميع بإزاحته في الدورين السابقين منتخبي الكاميرون وغانا اللذين كانا من أربز المرشحين في سباق اللقب.
ورغم صلابة دفاع النيجر، الذي لم يتلق أي هدف في البطولة قبل ملاقاته ل »الخضر »، إلا أنه عجز عن الصمود أمام الآلة التهديفية للجزائريين التي تحركت بقوة هذه المرة وأمطرت شباكه بخمسة أهداف كاملة.وأرضى هذا الحصاد بالطبع الناخب الوطني مجيد بوقرة الذي أشاد كثيرا بلاعبيه في نهاية اللقاء، مثنيا على مردودهم الهجومي على وجه الخصوص.
وقال القائد الأسبق للمنتخب الوطني في هذا الشأن خلال ندوته الصحفية التي أعقبت اللقاء: « لقد تلقينا انتقادات كثيرة بسبب مردودنا الهجومي خلال المقابلات الأربع الأولى، ولكن ردة فعل اللاعبين في هذه المباراة كانت قوية من خلال تسجيلهم لخمسة أهداف كاملة. إنه أمر رائع، سيما من الناحية المعنوية قبل المباراة النهائية. آمل أن يتحرروا كليا بفضل هذا الحصاد الجيد ».
من جهته، اعتبر متوسط الميدان الهجومي، فتح الله الطاهر، بأن رفاقه استعادوا فعاليتهم، التي افتقدوها قبل انطلاق »الشان » بقليل، في الوقت المناسب، مبديا تفاؤله بخصوص تحرر التشكيلة الوطنية ككل تحسبا للمباراة النهائية، التي أكد أن الفوز بها »أكثر من حتمية ».
وصبت تصريحات متوسط الميدان الدفاعي، حسام ميريزيق، الذي أحرز لقب أفضل لاعب في اللقاء للمرة الثانية في هذه البطولة، في نفس الاتجاه.
وقال لاعب شباب بلوزداد: » لقد ركزنا كثيرا في تحضيراتنا للمباراة نصف النهائية على الجانب الهجومي، بما أن الأمور لم تسر معنا على أكمل وجه في هذا الجانب. والحمد لله أن مجهوداتنا أثمرت بعدما تمكنا من تطبيق أفكارنا الهجومية خلال التدريبات في المباراة ».
كما اعتبر الملاحظون بأن »انتفاضة » الهجوم الجزائري في المربع الذهبي هو أيضا ثمرة الاستراتيجية التي وضعها الطاقم الفني الوطني بالمناسبة، وذلك بعدما درس جيدا طريقة لعب الخصم الذي احتاط له جيدا سيما وأنه تمكن من إقصاء الكاميرون وغانا وكان يتطلع لتحقيق مفاجأة ثالثة مدوية في هذه الدورة ضد الجزائر.
وكان الناخب الوطني مجيد بوقرة قد صرح نفسه قبل المباراة بـأن لديه فكرته لتجاوز عقبة النيجريين، وهي التصريحات التي ترجمها على أرض الميدان، بعدما تمكن من الحد من خطورة المنافس من خلال الضغط العالي الذي منع لاعبي النيجر من استعمال سلاحهم الرئيسي الذي يتمثل في الكرات الطويلة والعالية نحو المهاجمين ذوي البنية الجسمانية القوية.
لكن المباراة النهائية ستكون بالتأكيد قصة أخرى، بما أن الخصم هذه المرة اسمه السنغال، في نهائي يذكر بنهائي كاس أمم إفريقيا لعام 2019 بالقاهرة عندما تمكن أشبال المدرب الوطني جمال بلماضي من هزم »أسود التيرنغا » والتتويج باللقب القاري الثاني في تاريخ الجزائر.
وقبل مغادرته وهران، منتصف ليلة أمس، صرح بوقرة للصحفيين بأن يتوقع مباراة نهاية صعبة، مضيفا بأن حظوظ المنتخبين »متساوية » للتتويج باللقب القاري.