التنظيم الرياضي… التحدي الآخر الذي فاز به شباب الجزائر الجديدة
مرت أكثر من 30 سنة منذ أن نظمت الجزائر حدثًا رياضيًا كبيرًا. فبعد كأس أمم إفريقيا في سنة 1990، والتي توج بها زملاء، أوجاني، بدأت الجزائر تعتني أكثر بالمنشآت الرياضة مع مرور السنوات، لتصبح رقما مهما في التنظيم الرياضي، مع مرافق رياضية كبيرة تعتبر أفضل من تلك الموجودة على مستوى « القارة السمراء »، وتضاهي تلك المنشآت الموجودة في البلدان الأوروبية الكبيرة المعروفة بتاريخها في تنظيم الأحداث الكبرى.
بعد النسخة التاسعة عشرة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي أقيمت في وهران في منتصف عام 2022، قامت الجزائر الجديدة بتنظيم حدثين مهمين للغاية على الساحة القارية في عام 2023. ويتعلق الأمر ببطولة أمم إفريقيا لكرة القدم 2022، وكأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة 2023. مسابقتان جمعتا شبابًا من جميع أنحاء القارة الإفريقية، من الجزائر العاصمة إلى كيب تاون في جنوب إفريقيا، ومن العيون المحتلة بالصحراء الغربية إلى القاهرة في مصر، وذلك بفضل شباب جزائري أظهر للعالم بأسره قيمته ومساهمته في بناء الجزائر الجديدة والتي تتمتع بقوة الإمكانات و يتمناها الجميع.
كانت ولايات الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة وعنابة مسارح لهذين الحدثين الرئيسيين اللذين نظمهما جيل جديد من الشباب الجزائري الذي يتمتع بالخبرة في مختلف المجالات: التنظيم، الإعلام، الأمن، الضيافة والتسويق.
أكثر من 1500 صحفي حضروا التظاهرتين وعبروا عن رضاهم التام بخصوص التنظيم
حضر أكثر من 1500 صحفي من القارات الخمس لتغطية الحدثين الكرويين، خلال أشهر جانفي، فيفري، أفريل وماي، من قلب الحدث في الملاعب المختلفة التي استضافت المسابقتين.
و كان، محمد بوخمية، أحد المسؤولين الذين تم تعيينهم في خلية الإعلام في اللجنة المنظمة. في عمر 42 عامًا، كان هذا الصحفي الذي أثبت نفسه وقدراته بالفعل مسبقا في العديد من وسائل الإعلام مثل جريدة « ليبرتي » و قناة « جيل دي زاد » قادرًا على تلبية احتياجات وتوفير طلبات الصحفيين المحليين والأجانب، رغم أن هؤلاء معروفين بمتطلباتهم في هذا النوع من البطولات. قال، محمد، في هذا الصدد: « عندما تم استدعائي للعمل في كلتا المنافستين، وافقت وكان ردي إيجابي من دون تردد، لأنني كنت أعرف أنني سأشارك في حدثين مهمين سيظهران الصورة الحقيقية للجزائر الجديدة، الجزائر الحديثة، التي ترحب بضيوفها وتملك عديد المواهب ». وأضاف: « الصحفيون متطلبون للغاية في هذا النوع من المنافسات، ولكن كانت لدينا كل الوسائل اللازمة للسماح لهم بالعمل في أفضل الظروف ».
ملاعب عالمية استقبلت الجماهير , العائلات والشخصيات المهمة
استقبلت ملاعب « نيلسون مانديلا » في براقي بالجزائر العاصمة، 19 ماي1956 في عنابة، الشهيد حملاوي في قسنطينة، إضافة إلى ملعب « ميلود هدفي » في وهران، عشرات الآلاف من المشجعين خلال المنافستين. تنقلت الجماهير الجزائرية، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، إلى الملاعب المختلفة لتشجيع « الخضر »، وحتى المنتخبات الإفريقية الأخرى، في ظروف كانت مماثلة للتي شاهدها الجميع في نهائيات كأس العالم في قطر عام 2022.
و من بين المسؤولين عن استضافة الجماهير وضيوف الجزائر خلال المنافستين، اسلام بوخات، صاحب 31 عامًا , مسؤول إدارة منطقة كبار الشخصيات في ملعب نيلسون مانديلا » ببراقي بالجزائر العاصمة، و الذي صرح عن المهام التي أوكلت له: « كنت مسؤولا عن استقبال وأنشطة كبار الشخصيات أثناء وجودهم في الملعب. كان التعامل مع ضيوفنا يتم بأفضل الطرق الممكنة مثل ما يحدث في أفضل الملاعب في العالم ». تم تكريم، الشاب اسلام، من قبل الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، واللجنة المنظمة للمنافستين، نظرا لتفانيه في العمل
بنى تحتية جديدة تم تسخريها لخدمة الرياضة الشعبية رقم واحد
جرت نهائيات بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم 2022، وكأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة 2023 في ملاعب جديدة توضح الصورة الحقيقية للجزائر الجديدة، والتي كان يحلم بها الشباب الجزائري. حيث اكتشف الشباب الجزائري ملاعب بمواصفات عالمية، لا تقل بأي حال من الأحوال عن المرافق الموجودة في الدول الأوروبية. كان يشرف على هذه المرافق الجديدة ويديرها مهندسون وإداريون من خريجي الجامعات الجزائرية، ساهموا بطريقتهم في رفع علم بلادنا بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الغياب عن المشهد الدولي في التنظيم الرياضي للأحداث الكبيرة. اسلام, إبراهيم، وليد وخالد وآخرون كانوا مثالا على الشباب الجزائري الذي تعتمد عليه بلادنا لإعطاء أفضل صورة عن الجزائر الجديدة.
شباب يتعلمون, يتفننون , يتطورن ويتفوقون لإعطاء درس للعالم بأسره عن الصورة الحقيقية للجزائر الجديدة، والتي تثبت أن لها مكانة مهمة في هذا المجال. كما أظهرت التجارب السابقة، أنه يجب الاعتماد الآن على شباب الجزائر الجديدة، الذين بإمكانهم إبهار العالم في مختلف المجالات من دون توقف.
عادل حاجي