الرابطة الثانية: صعود تاريخي لهلال شلغوم العيد ومستقبل وادي سلي يتهم التحكيم

ومع إعلان الحكم صخراوي عن صافرة النهائية، انفجرت حناجر لاعبي ومسيري الفريق الابيض والاخضر، الذين كانوا مرفوقين ببضعة عشرات الأنصار خارج أسوار الملعب.

وكانت المباراة مشدودة سيما خلال المرحلة الثانية، حيث وبعد الهدف الذي سجله صانع الالعاب اسماعيل يادادان (45+5) عن طريق ضربة جزاء إثر عرقلة زميله بلعمري داخل منطقة العمليات، ركن الفريق إلى الدفاع وتحمل ثقل المباراة.

أول لقطة خطيرة كانت من واد سلي عبر قائده حريزي الذي سدد كرة مرت جانبا، ليرد عليه يادادان في د12 في أول وأخطر فرصة وكرته تصطدم بالقائم الأيمن للحارس دحماني.

بعدها عرفت المجريات سيطرة طفيفة لشلغوم العيد دون فرصة تذكر، في الوقت الذي سعى فيه أشبال حموش بناء اللعب من الخلف لتهديد خصمهم، مطالبين الحكم منحهم ضربة جزاء في إحدى اللقطات.

كما ضيع بن مالك من جانب واد سلي فرصة من ذهب لافتتاح باب التهديف في الدقيقة (42)، لكن الهلال تمكن من انهاء المرحلة الاولى لصالحه.

المرحلة الثانية عرفت دخول قوي لواد سلي سيما بإحداث المدرب سعيد حموش لبعض التغييرات.

وفي الدقيقة 65 رأسية البديل كريوي صدها حارس الهلال، إلا أن الطاقم الفني ولاعبي النادي « البرتقالي » اعتبروا أن الكرة تخطت خط المرمى مطالبين الحكم باحتساب هدف لصالحهم، غير أن الأخير طالب بمواصلة اللعب.

بعدها رمى المستقبل بكل ثقله لكن دون جدوى، فيما سجلت المقابلة بعض اللحظات المشحونة بين لاعبي الناديين.

ورغم منح الحكم لست دقائق كوقت بدل ضائع إلا أن متصدر مجموعة الغرب عجز في الوصول إلى شباك المنافس، في الوقت الذي ركنت فيه عناصر الهلال في الدفاع الى غاية نهاية المقابلة.

وما إن انتهت المباراة، أطلق العنان داخل وخارج ملعب الدار البيضاء (شرقي العاصمة) من طرف ممثل مجموعة الشرق، بينما انهار لاعبو المستقبل.

واشعلت مجموعة من أنصار النادي « الاخضر والابيض » الالعاب النارية والمفرقعات في محاور الملعب، كتعبير عن فرحتهم العارمة بهذا الصعود التاريخي، وعلى الرغم من علمهم أن المقابلة تجرى دون جمهور إلا أنهم فضلوا المجيء بغض النظر عن بعد المسافة، من اجل تشجيع فريقهم الذين وثقوا في قدرته على تحقيقهم حلمهم المنشود منذ عقود.

ويعد هذا الصعود هو الأول بالنسبة لفريق هلال شلغوم العيد منذ تأسيسه سنة 1945.

                                           إدارة واد سلي تتهم التحكيم وتندد ب »المؤامرة »

وفي الجهة المقابلة، خيمت حالة من خيبة الأمل على محيا لاعبي وطاقم فريق مستقبل واد سلي، اثر اخفاقهم في آخر المطاف في تحقيق مبتغاهم.

لكن إدارة المستقبل وجهت أصابع اتهامها الى طاقم التحكيم الذي أدار هذه المواجهة معتبرين انه ارتكب أخطاء « مقصودة » من أجل « منع » فريقهم في اقتطاع ورقة الصعود.

وهو ما صرح به كل من رئيس الفريق رشيد شيرانو، والمدرب سعيد حموش وكذا القائد عبد القادر حريزي، عقب انتهاء المواجهة.

كما اعتبر هؤلاء أن الحكم صخراوي أمين، الذي أدار اللقاء، « حرمهم » من هدف شرعي، معتبرين أن كرة اللاعب كريوي نعيم اجتازت خط المرمى، متأسفين ايضا عن غياب تقنية « الفار » (تحكيم الفيديو المساعد) التي -حسبهم- لو كانت حاضرة لتم احتساب الهدف.

كما عبر هؤلاء عن تذمرهم من صيغة المنافسة، معتبرين ان فريقهم يستحق الصعود كونه تصدر المجموعة الغربية طوال الموسم، إلا أنه حرم من ذلك بسبب مباريات السد التي كانت « مجحفة »، فضلا عن توجيههم لأصابع الاتهام للتحكيم في مباراتي دورة الصعود « بلاي أوف » أمام أمل الأربعاء وهلال شلغوم العيد، حيث ادعوا أن الأمر « كان مدبرا » من أجل « حرمان » فريقهم من الصعود الى القسم الأول، مؤكدين أن تعب موسم بأكمله « ذهب هباء ».

وخلال جولة الافتتاح، انهزم مستقبل واد سلي أمام أمل الأربعاء بركلات الترجيح (0-0، ضربات الترجيح 5-3)، بينما تغلب هلال شلغوم العيد في الجولة الثانية على أمل الأربعاء بركلات الترجيح أيضا (1-1: 4-3).

وبهذا يصعد الى الرابطة الاولى كلا من هلال شلغوم العيد، كمتصدر لهذه الدورة بخمس نقاط، وكذا أمل الأربعاء في المرتبة الثانية بثلاث نقاط، أما المستقبل فيتذيل الترتيب بنقطة وحيدة.

واستنادا الى التنظيم المعمول به، ففي حال تعادل الفريقين بعد مرور الـ90 دقيقة، يلجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح مباشرة للحسم في هوية الفريق الفائز، الذي ينال نقطتين فيما يحوز الخاسر على نقطة واحدة.

يشار أن نهاية المواجهة عرفت حادثة مؤسفة، وذلك إثر محاولة أحد مسيري مستقبل واد سلي عرقلة وسائل الاعلام من تأدية مهامهم، بمنعه لهم من الاقتراب من المدرب سعيد حموش لأخذ تصريحاته، حيث قام، هذا المسير، بدفع الصحفيين بل وكاد أن يعتدي عليهم لولا تدخل بعض العقلاء.

من جهته، كان المدرب حموش أكثر احترافية بإصراره على الإدلاء بتصريحات للصحافة، رغم تصرفات هذا المسير الذي ادعى أنه هو المسؤول الأول في النادي.