التحليل الرياضي بين التحليل العاطفي و بعث السموم و التحليل العلمي .
لا يختلف إثنين على مدى تطور كرة القدم من جميع النواحي الفنية و التكتيكية و البدنية .
فبعدما كانت مجرد لعبة أو رياضة تمتع الجميع أصبحت اليوم علم يدرس في أكبر الجامعات و المعاهد العالمية التي تكون احسن المدربين و المحللين الموجودين عبر أنحاء العالم .
هذا التطور فرض التكوين اولا و التحصيل العلمي و لا يعني أنك كنت لاعبا جيدا أو كبيرا ستكون مدربا أو محللا
فالتحليل يكون بمصطلحاته الفنية و العلمية التي توصل المعلومة للمشاهد و تعلمه أكثر مدى تطور هذه الرياضة وليس ما نشاهده في بعض البلاطوهات التي لا صلة لها بالتحليل و لا بكرة القدم الحديثة تجد الكثير منهم هوايتهم المفضلة التكلم عن أمجاد الماضي أو تحليل بدائي و هناك من لا يعرف حتى أسماء اللاعبين و هناك من يدخل في صراعات و هناك من يجعلها تصفية حسابات .
بينما في الدول المتقدمة أن تكون بطل عالم لا يعني أن تكون لا محللا و لا مدربا من تدون أن تمر على مراحل التكوين و من دون أن يكون لك تحصيل علمي يواكب التطور و خير مثال اللاعب الدولي الفرنسي إيمانويل بوتي الذي رفضته إحدى القنوات الفرنسية في بلاطوهات مونديال 2010 و حدثوه عن ضرورة التكوين .
المفارقة العجيبة هي أن تصفية الحسابات أصبحت تلاحق الناخب الوطني جمال بلماضي من طرف اناس إنتظروا سقوطه و أصبحوا و كأنهم ينتقمون من الرجل فتعثر واحد و إخفاق أظهر الكثير من الحقد و الكراهية تجاه شخص المدرب و هناك حتى من راح يشكك في كفاءته العلمية و الميدانية و عاد الحديث الفارغ و المقاربات بين اللاعب المحلي و اللاعب المغترب ، و هناك حتى من قال بأن بلماضي ضعيف الشخصية ، بل هناك من راح يقول بأن مساعده سارج رومانو هو الكل في الكل ، أليس هو نفسه الذي قيل عنه سبيشل وان إفريقيا و رابع أحسن مدرب في العالم أم كانت فقط عبارات تستعمل من أجل ركوب أمواج و إخفاء السموم؟!!
نسينا فقط بأن الجزائر ليست بلد كرة قدم مقارنة بكبار القارة من ناحية التتويجات ، نسينا بأننا إنتظرنا 29سنة من أجل رؤية الجزائر تفوز بكاس إفريقيا خارج الجزائر و المهندس كان إسمه بلماضي
أسئلة كثيرة ، إحتمالات عديدة و نحن على أبواب المباراة الفاصلة أمام الكاميرون فبدل من توفير الجو المساعد و العمل على مساعدة الناخب في إيجاد الحلول أصبح البعض يعمل من أجل تكسير كل ما بني في سنوات و كأن إخفاق الكان هو نهاية العالم ، لكن الكوتش جمال لم يقل كلمته الأخيرة و كما عودنا سيجيب على الجميع نهاية شهر مارس المقبل .
ياسين عزريني